محاولات لارتكاب العشق-علي جمعة الكعود-سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

محاولات لارتكاب العشق

  علي جمعة الكعود    

( مقدمة )
 
عندما
يقتلني العشق ُ
أ ُوارى بالقصائدْ
تنبت الأزهار ُ
في روحي000
يبوح الد م ُ
للشعر بأسراري
ويحظى
مصرف ُ القلب
بأشواقي
ولا أجني الفوائد ْ
أتملــّـى
شهقــــــة  َ الروح  ِ
ودمعا ً
موسقـــتـْــه ُ لهفـة ُالشوق ِ
وغنـّـتـْه ُ الوسائد ْ
أتخطـّى
حاجزَ الوقت ِ
إذا سـُـلـّت ْ سيوف ُ الهجر ِ
أوْ هــَّددني الخوف ُ
وأردتـْـني المكائد ْ
 
000000000000000
(محاولة أولى)
 
 
توْســِعُـنـي حبّا ً
بسياط أنوثتها000
تشعلُ جسدي
بالشوق ِ
وتذروه ُ رمادا ً
وتمثــّل ُ
في جثة روحي 000
تعصرني
بكؤوس ِ يديها 000
أرشقــُها
بالشـِعر ِ فترشقني بالحب ّ
وتعبرني جسرا ً
ممتدا ً
من مرمر عينيها
حتى شاطئ رمقي
وتعمـّدني بطهارتها000
تجعلني قـدّيسا ً
في معبد فتنتها
توْســِعُـنـي حبّا
بسياط أنوثتها000
 وتطهـّـــرني
جرحا ً ينزف ولــَهــا  ًً
وتضمـّدني
بذراعيها000
تطـْــلقــُني
قمرا ًً في كوكبها
وتصوّّب نحوي
نيران َ غوايتها 000
تقطعني وعدا ً
في ذروة فورتها
وتنام ُ
على عشب يدي َّ
وتحلم ُ
بالآتي من حب ٍّ
يتـدفــّـق ُ
من شلال الوجد ِ000
يصبُّ
حثيثا  ًً في أوردتي
ويبل ُّ عروقي
بـعد تيبــّسها
000000000000000
 
 (محاولة ثانية)
 
سأرمي
عليك ِ يمين َ الغرام ْ
أعيد ُ
مؤخـّر حبـّي 000
أقـدّ مهُ لك ِ
عربون صدق ٍ 000
أناشد ُ
كل ّ شهود الهوى
وأترجم ُ
عشقي لكل اللغات ِ000
أوقــّع ُ
ألف َ معاهدة ٍ
بين قلبي وقلبك ِ000
أطـْـلق ُ
من قفص الروح ِ
كل ّطيور الخصام ْ
سأشعل ُ بالحب ّنارك ِ 000
أجعلـُها
نار برد ٍٍ عليك ِ
ونار سلام ْ
أسجــّل ُ
باسمك ِ كلّ الورود
 التي وُلدت ْ
والتي سوف تـُولــَد ُ
من رحم الحب ّ 000
أصنع ُ
من عطرها جدولا ً
لروافد حبـّك ِ
أسقيك ِ منها كؤوسَ
مُــدام ْ
سأجعل ُ
مـَهرك ِ غيمة شعر  ٍٍ
وأشجار َ بوح ٍٍ
ونهر هيام ْ
سأرمي
عليك ِ يمينا ًً
بأنـّي
سأبقى أحبـّك ِ
حتى
تجف ّ عروق ُ الكلام ْ
00000000000000000
 
(محاولة ثالثة)
 

أنا لم أؤمـّنْ
على خافقي
فاحجزيهِ
وبيـعي دمي
قطرة ً00 قطرة ً
في مزاد هواكِ
خذي
كلّ محتويات الفؤادِ
اطـْبعيْ
شفتيكِ على بابهِ000
شمـّعيهِ بحسنكِ000
رشـّي
عليهِ شذاكِ
سأرهنُ شـِعري
وديعة حبٍّ
إذا لم أوفِّ
جمالكِ دينا ً
يطوّقُ روحي
وأرخصُ
عمري أمام غلاكِ
أنا لم أؤمـّنْ
على خافقي
فاحجزيهِ
ملاكيْ
ضعي
كلّ شوقي
(بقاصة) حبـّكِ
برهان عشق ٍ
وخطـّي
بعينيكِ صكَّ امتلاكيْ
000000000000000
 
(محاولة رابعة)
 
ادخلي
معبدَ القلب 000
صلــّيْ
على بابهِ ركعتينْ
ثمّ رشـّي بخورا ًً
على كلِّ زاويةٍٍ
واحفظي الحبَّ من كلّ عينْ
طهـّري الروحَ
واتـّخذي
لهوانا مزارا ً ً
وفي غفلة ٍٍٍ
من خُطى عاذ ل ٍ
أوقدي شمعتينْ
زمـّليني بحبـّكِِ
كيلا أصابََ بحمـّى الفراق 000
أعيديْ
فؤادي كما كانََ
من سنتينْ
ادخلي
 معبدَ القلب
والتصقي بالجدار
وبوحي بذنبكِِِ
وامحيْ
عهودََ فراق ٍٍ وبَيْنْ
هدهدي القلب000
هزّي
سريري كطفل ٍٍٍٍ
لتورقََ روحي
ويزهر حــبّـك ِ شعرا ًً
على دفتر الشفتينْ
ندّدي بالنوى 000
اعـْتصمي
وادْخلي
معبدَ القلب طاهرة ًًً
وازرعي
وردتينْ
 00000000000000
 
 (محاولة خامسة)
 
إنْ مـتّ ُ يوماًً
فاقرئي شعراًً
على روحي
وخطـّي فوق قبري:
مـات غمـّاً
واندبي
عمرًا قضيتُ ولم أجدْ
فرحاً يبدّدُ كربتي...
رشـّي القصائد
فوق جثماني
لعلــّي
استعيدُ حكايةً ًً مرّتْ
ولم أعثرْ عليها
في دواويني الأخيرة...
مزّقي كفني
لكي يتنفـّسَ الجسدُ الصموتُ
وحاوري قلبي
لعلّ الموتَ
أورثـَهُ الحقائقَ
بعدما أفنى من الخفقان دهرًا
وهْو يلهثُ
في حياة ٍ
لاتكفُّ عن الأسى ...
قصّي
جديلتكِ الوحيدة َ
وانصبيها
عند رأس القبر
شاهدةً
على حجم الظلام بداخلي
وضعي وروداًعند قبري
علــّني
أتذكـّرُ الميلادَ ...
بوحي للتراب
بكلّ ما ملكتْ يداكِ
وزمـّلي وجعي
أميطي الليل
عن روحي قليلاً
واكتبي
في دفتر الأيام
ملحمةً ًً عن الموتى
ولا تتجاهلي ميـْتاً
سقتـْهُ حياتهُ ألماًً
فلم يسكرْ
سوى بالموت...
أرَّقهُ
انتظارُ قصيدة ٍٍ
فرّتْْ
من التاريخ...
أغوتْ قلبهُ
امرأة ٌ
فباح بسرّهِ للقبر...
لا تدْعي
سواكِ لحفل تأبيني ...
دعيني
في مهبّ الموتِ
مختزلاً تفاصيل الحياة
وآبقاً
أشكو خطيئة آدم ٍ
قذفتْ بهِ
تفـّاحة ٌ نحو الحضيضِ
لأرتمي
في القبر تلو القبرِ
حـتى يستمرَّ
مسلسلُ الأوجاع...
كـفــّي
عن مناداتي كإنسان ٍ
أقضَّ الدهرُ سيرتهُ
فصاغ َ قصيدة ًً بكماءَ ...
عودي بي
إلي رحم الأمومةِ
نطفةً ًً
أوْ فاتركيني
في ظلام القبر
مفجوعاً
أخط ُّ بدايتي
بنهايتي...
000000000000
 
(محاولة سادسة)
 
تيمّمت ُ بالشوق
حين جفتـْــنـي
ورحـــتُ
أرتــّــل عشقي
صلاة ً ........
أبايع ُ دمعي
ليخـْـــلفني
في إمارة حزني...
أشيــّــــد ُ
من ذهب الشـــِعر
قصرا ً من الصبر.....
أنقش ُ
شوقي على بابه ِ
ليصير مزارا ً......
أطعــّمُ قلــــبي .....
أرصـّـعه ُ بالتميمة ِ
كي لا يـُصـــــاب َ
بعـــدوى الـــهوى
مـــن جـــديــد ٍ ....
وأبحــــث ُ
فـــي لهــفة ٍ
عن مفاتيح صبري
0000000000000000
 
 
(محاولة سابعة)
 
وضعت ْ
عـُــصِــي َّ الهجـْر ِ
في عجلاتِ قلبي
بعد حب ٍّ دام َ زنبقتين ِ
من عمر الهوى 000
كسرت ْ
قواعدَ مهجتي000
خرجت ْ على القاموس ِ
وارتكبت ْ
لغات ٍ لست ُ أفهمها 000
رمتـْـني
في غياهب ِ حسرتي
وتوهـَّمتـْني
زيـْرَ عشق ٍ
لا يـُشَقُّ لـــه ُ قصيد ٌ 000
أجـّجت ْ ناري َ
ودارت ْ حول نفسي  
كي أظلّ أسيرها000
وضعت ْ
عـُــصِــي َّ الهجـْر ِ
وامتشقـتْ جمـالاً000
راودتـْـني
ثم ّ كفــّت ْ كي تـُزيد َ صبابتي 
واستعبدتـْني 000
لملمت ْ أوراقها عن غصن ِ
روحي 000
خلـّـفتـْني عاريا ًً
إلا من الأمل الجريح ِ 000
تصاغرت ْ
نفسي إلي ّ
كأنني
ملك ٌ أ ُطيح َ بملـْكه ِ 000
وتباعدت ْ 000
نسفت ْ خلايا الروح
وانتظرت ْ
مرور َ جنازتي 000
000000000000000000
 
(محاولة ثامنة)
 
جمالـُك ِ  أسرى
بحبــّك ِ قلبا ًً
على ثلـّــة ٍٍ من جراح ٍٍ
عرَج ْ
ولقــّنـَه ُ الحبّ ُ
كل ّ د روس عذابك ِ
ليلا ًً
وحين الصباح ُ انـْبلج ْ
تذكـّر َ
أنــّه ُ كابوس ُ حب ٍٍّ
وعاش َ تفاصيله ُ
في حرج ْ
جمالـُك ِ  أسرى
بقلبي َ حبـّا ً
تسلـّـل َ نحو الشعاب ِ
وبين الزوايا
خيوطا ً نسج ْ
فقاوم َ قلبي
وأودَعه ُ الحب ُ سجنا  ًً
جميلا ًً
فأضرب َ عن نفسه ِ
واختلج ْ
وحبـّك ِ
راح يفتـّـش ُ عن حجج ٍٍ
ليثبـّـت َ أقداره ُ
فتعرّت ْ
جميعُ الحجج ْ
وعند ضفاف دمي
خفقت ْ
كلُّ راياته ِ
وأقرّتْ 
 له ُ بالولاء المُهج ْ
وألغى
دساتير عمري
وأعلن َ
دستورهُ في غنج ْ
صبرتُ لــتـُـفــرج َ
لكن ّ صبري
أضاع َ 
مفاتيح َ ذاك الفرج ْ
000000000000000
 
 
(محاولة تاسعة)
 
هي النفس ُ
أمّارة بالفراق ِ
فكيف أواصل ُ سيري
على درب حبّــك ِ
والخصب ُ
غادر َ كلّ  فصول حياتي
وما من مراع ٍٍ
لترتع َ فيها
خـِرافُ هواك ِ
تكسّر َ نايي
بوجه النسيم الذي
صار َ ريحا  ًً
وراحت ْ
مزاميرُ بــُعدك ِ
تطـْـلقُ  حزني
فترقص
في قسوة ِ الذبح  روحي
وتعلن ُ أنّي
اهْـترأت ُ من الشوق ِ000
يا ليتَ كنتُ ترابا ً
 وتذ رو الرياح ُ
بقاياي َ 000
يا وجعا  ًً مزمنا  ًًً
يتسلل ُ
في كلّ شوق ٍٍ
إلى حجرة َ الروح 000
يمطرها
بوبيل العذاب ِ
ويتركها
عرضة  ًً للحداد
هي النفس ُ
أمّارة
بالمزيد من الحزن ِ
فاحتفلي
بانطفاء الشموع
وذوبي
بحب ّ ٍٍ
تعثــّــــر َ في طرقات الوداع
00000000000000000
 
(محاولة أخيرة)
 
دوما ً تقتــُلني
عن سابق عشق ٍٍ وترصــّــد ْ
وإذا انتصف َ الشوق ُ
تؤوب ُ
إلى وكنات الروح ِ
وتكسر ُ
باب َ فؤادي الموصَــد ْ
       0  0  0
حين لقائي ْ
سألقـّـنـُها الحب َّ000
أعبـّـد ُ
طرق الروح ِ
لتأتي
حاملة ًً (إكسيرَ )  بقائي ْ



 
  علي جمعة الكعود-سوريا (2010-05-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

محاولات لارتكاب العشق-علي جمعة الكعود-سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia